السبت، أكتوبر 04، 2008

ليلة 27 بالحرم المكي !!! ليلة لن أنساها !!





























بسم الله الرحمن الرحيم
والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .. سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد ..
الحمد الله الذي كتب لي حضور هذه الليلة المباركة بالحرم الشريف للسنة الثالثة على التوالي وأكرمني المولى عز وجل أن أعانني على أداء فريضة العمرة في هذه الأيام المباركة .
ومن هذا الجو الإيماني حاولت أن أنقل لكم بعض من المواقف في هذه الليلة المباركة سائلاً المولى عز وجل أن يجمعنا وإياكم في ليلة مثلها بإذن الله تعالى ...
في البداية ليلة 27 رمضان في كل عام لها رونق خاص بمن منّ الله عليهم بقضائها بالمسجد الحرام بمكة المباركة لما لهذا المكان من قداسة ورمز للأمة الإسلامية , وخصوصية هذا اليوم المبارك لوجوده في الأيام العشر التي فيها ليلة القدر فنسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون من الفائزين الذين فازوا بهذه الليلة . اللهم أمين .
أجمل ما في هذه الليلة الأعداد الكثيرة التي ملأت المسجد بأدواره الثلاث وساحاته والشوارع الجانبية التي تحيط بالمسجد والإقبال الشديد من المعتمرين هذا العام لأداء العمرة من مختلف الجنسيات والبلدان بالعالم أكمل ..
وأجمل ما في هذه الأيام المباركة طريقة الإفطار وسرعة الإعداد والتنظيف والترتيب بعون الله وبمساعدة الخيرين والمنظمين للموائد الرمضانية .
ويتصدر التمر وماء زمزم هذه الموائد الرمضانية البالغة الطول إذ يتم يومياً استهلاك أكثر من 7 ملايين حبة تمر على اعتبار أن عدد الذين يؤدون صلاة المغرب داخل الحرم الشريف بأروقته وساحاته يتجاوز المليوني ومائتي ألف معتمر بمعدل 3 حبات من التمر ، فيما يتم استهلاك أكثر من مليوني كأس بلاستيكي يومياً من ماء زمزم خلال وقت الإفطار فقط. بينما ينتشر عمال النظافة بالمسجد الحرام وبعض فاعلي الخير حول هذه السفر لإزالتها وإفساح المجال أمام المصلين لأداء صلاة المغرب.. وتختلف الموائد التي تقدم لقاصدي بيت الله الحرام الذين يتواجدون في الساحات حيث قسمت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام الساحات إلى أقسام محددة تم توزيعها على المحسنين والمتصدقين الراغبين في إقامة سفر رمضانية وألزمتهم بتوفير بعض الاشتراطات ومنها أن تكون الوجبة مقدمة من إحدى الشركات المتخصصة مع قيام الشركة بتوفير العمالة اللازمة لنقل بقايا الأطعمة والحرص على نظافة الساحات.
ومن أمتع ما في ليلة 27 لهذا العام أننا عشنا مع فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديسي من خلال قرأته في صلاة التهجد ودعائه المميز الذي يجعلك تعيش مع الجو الإيماني المملوء بالحب بين العبد وربه والمناجاة لله بالرحمة والمغفرة والعفو .
ومن الأشياء التي أسعدتني كثيراً وجود زوجتي معي في هذه الليلة وتركنا أولادنا في بلد أخر حرصاً على سلامتهم من الزحام الشديد ونظراً لحاجتنا للهدوء والتمتع بهذه الليلة المباركة .
انتهت ليلة 27 من رمضان وبكى فيها من بكى وفاز فيها من فاز ولكن رحمة الله وسعت كل شيء فنشكره سبحانه وتعالى على إتاحة الفرصة بالصلاة وأداء هذه الليلة بالمسجد الحرام ونسأل الله تعالى أن يكتبها إلى كل من تمناها وأن يتم نعمته علينا أجمعين ....