الأحد، ديسمبر 28، 2008

حسبنا الله ونعم الوكيل في حكام العرب والمسلمين المتخاذلين والمتعاونين مع اليهود
ولكم الله يا شعب غزة ..
إن موقف حكومتنا عار على كل مصري وسيبقى نقطة سوداء في تاريخ هؤلاء العملاء من زعماء مصر كما يوصفون
يا شعب مصر جاء دوركم ...هبوا لتنقذوا غزة من الموت

الأربعاء، ديسمبر 03، 2008

رسالة إلى أخي ..المدون .. محمد خيري


الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل، وأكرمنا بخير نبي أرسل، وأتم علينا بأتم منهاج شرع .
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله قائد دروب هذه الأمة، بلّغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين أما بعد:

من أجل فلسطين دفع الكثير الثمن .. هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع .. ولكنه ثمن بشرف ووسام على صدورنا فمن قبض عليه لأنه يساعد إخوانه المسلمين المحاصرين في غزة فإنه أعلى وسام يفتخر به المسلم عامة والإخوان المسلمون خاصة ..
أخي .. الحبيب .. محمد خيري ..
يعلم الله سبحانه وتعالى أني أحبك في الله وهذا الحب جمعنا من غير أرحام ولم يقدر لنا القدر أن نتقابل سوياً ولكن قلوبنا اجتمعت بدون أن نتقابل علماً بأننا من أبناء بلدة واحدة .. أخي محمد .. أعلم أنك على حق بإذن فأثبت من أجل أن تنال الرضى في الدنيا والآخرة .. ولا يغرنك هؤلاء القوم الذين يروعونك ويعملون ليل ونهار لخدمة أعداء الأمة .. فكان واجباً عليك أن تقف وتفعل ما عليك تجاه إخوانك بغزة .. فكان هذا جزاءك أن يزج بك داخل السجون ..
فلتعلم أخي .. أنك على حق فإن التاريخ يعيد نفسه وما أشبه اليوم بالبارحة، عند ما بعث النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصر على دعوته عاقبت قريش محمد - صلى الله عليه وسلم- وأتباعه وآل هاشم كلهم، بالحصار الاقتصادي حتى أشرفوا على الهلاك، استمر هذ الحال ثلاث سنوات، حتى قام نفر من كفار قريش وقالوا والله ليس من العدل والمروءة أن نأكل وننعم بالعيش وهؤلاء محاصرون لا يجدون ما يأكلون ولا ما يطعمون به أطفالهم، ثم قاموا إلى الصحيفة فمزقوها.
لقد تحركت في هذه النخبة الغيرة والنخوة العربية، وأصبح أمر إخوانهم في العروبة هماً أقلق بالهم !!
إن العالم المساند لليهود يسعى إلى إعادة فعلة قريش وفرض حصار على أهل فلسطين، وذنب أهل فلسطين في نظر قوى الشر والاستبداد في العالم أنهم جعلوا أمر قيامهم في أيد متوضئة نظيفة، غيورة على مصالح الشعب، متمسكة بحقولها، رافضة المساومة عليها، أو التنازل عنها.
لقد قال إخواننا في غزة .
لمـــن أشـكـــــو مآسيـــنـــا ومن يصغي لشكوانـــا ويجدينــا
منفيون نمشي في أراضينا ونحمــل نعشنا قســـراً بأيـدينـــا

أخي .. محمد ..
هذه الأمة التي كانت وما زالت على مر التاريخ أمة شجاعة معطاة، لهذا فهي تعيش على مفترق طرق يراد منها أن تتنازل عن ثوابتها، وأن تركع لعدوها، وإن فلسطين أحد الميادين التي يقاتل فيه العدو أمة الإسلام كلها .
لقد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- غداة غزوة بدر يدعو ربه قائلاً: ( إن تهلك هذه العصبة لن تعبد في الأرض) ونحن نقول إن أهل فلسطين يقاتلون نيابة عن الأمة كلها، وصامدون نيابة عنها ليعلم العالم كله أنه ما زال في الأمة من يتمسك بالثوابت ويقاتل دونها .
أخي .. محمد ..
إن الصدع بالحق شجاعة، وإن تقديم العون للأهل والإخوة شجاعة، وإن رفض الضغوط شجاعة، وإن إخراج بعض المال في سبيل الله شجاعة.. إذا لم يظهر كل مسلم غيور على دينه وأمته، حريص على النجاة بنفسه، إذا لم يظهر شجاعته الآن فمتى يظهرها ..
وأخيراً إلى أهل محمد .. فلتعلموا ..
إن محمد أبنكم على حق وهو في طريق الحق وطريق الله المستقيم لأنه قد حان الوقت لتحقيق مفهوم الأمة الواحدة المتمثلة في قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )).
هذه رسالتي إليك .. أكتبها قبل سفري للحج بيوم واحد فقط .. وسأدعوا لك بإذن الله تعالى بتقريب الفرج وأن يفك أسرك .. وأسر إخواننا المحاكمون عسكرياً .. والنصر لإخواننا في غزة وفي مشارق الأرض ومغاربها .. واسأل الله تعالى أن يتقبل مني ومنك صالح الأعمال ..
أخوك / أبو مصطفى

السبت، أكتوبر 04، 2008

ليلة 27 بالحرم المكي !!! ليلة لن أنساها !!





























بسم الله الرحمن الرحيم
والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .. سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد ..
الحمد الله الذي كتب لي حضور هذه الليلة المباركة بالحرم الشريف للسنة الثالثة على التوالي وأكرمني المولى عز وجل أن أعانني على أداء فريضة العمرة في هذه الأيام المباركة .
ومن هذا الجو الإيماني حاولت أن أنقل لكم بعض من المواقف في هذه الليلة المباركة سائلاً المولى عز وجل أن يجمعنا وإياكم في ليلة مثلها بإذن الله تعالى ...
في البداية ليلة 27 رمضان في كل عام لها رونق خاص بمن منّ الله عليهم بقضائها بالمسجد الحرام بمكة المباركة لما لهذا المكان من قداسة ورمز للأمة الإسلامية , وخصوصية هذا اليوم المبارك لوجوده في الأيام العشر التي فيها ليلة القدر فنسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون من الفائزين الذين فازوا بهذه الليلة . اللهم أمين .
أجمل ما في هذه الليلة الأعداد الكثيرة التي ملأت المسجد بأدواره الثلاث وساحاته والشوارع الجانبية التي تحيط بالمسجد والإقبال الشديد من المعتمرين هذا العام لأداء العمرة من مختلف الجنسيات والبلدان بالعالم أكمل ..
وأجمل ما في هذه الأيام المباركة طريقة الإفطار وسرعة الإعداد والتنظيف والترتيب بعون الله وبمساعدة الخيرين والمنظمين للموائد الرمضانية .
ويتصدر التمر وماء زمزم هذه الموائد الرمضانية البالغة الطول إذ يتم يومياً استهلاك أكثر من 7 ملايين حبة تمر على اعتبار أن عدد الذين يؤدون صلاة المغرب داخل الحرم الشريف بأروقته وساحاته يتجاوز المليوني ومائتي ألف معتمر بمعدل 3 حبات من التمر ، فيما يتم استهلاك أكثر من مليوني كأس بلاستيكي يومياً من ماء زمزم خلال وقت الإفطار فقط. بينما ينتشر عمال النظافة بالمسجد الحرام وبعض فاعلي الخير حول هذه السفر لإزالتها وإفساح المجال أمام المصلين لأداء صلاة المغرب.. وتختلف الموائد التي تقدم لقاصدي بيت الله الحرام الذين يتواجدون في الساحات حيث قسمت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام الساحات إلى أقسام محددة تم توزيعها على المحسنين والمتصدقين الراغبين في إقامة سفر رمضانية وألزمتهم بتوفير بعض الاشتراطات ومنها أن تكون الوجبة مقدمة من إحدى الشركات المتخصصة مع قيام الشركة بتوفير العمالة اللازمة لنقل بقايا الأطعمة والحرص على نظافة الساحات.
ومن أمتع ما في ليلة 27 لهذا العام أننا عشنا مع فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديسي من خلال قرأته في صلاة التهجد ودعائه المميز الذي يجعلك تعيش مع الجو الإيماني المملوء بالحب بين العبد وربه والمناجاة لله بالرحمة والمغفرة والعفو .
ومن الأشياء التي أسعدتني كثيراً وجود زوجتي معي في هذه الليلة وتركنا أولادنا في بلد أخر حرصاً على سلامتهم من الزحام الشديد ونظراً لحاجتنا للهدوء والتمتع بهذه الليلة المباركة .
انتهت ليلة 27 من رمضان وبكى فيها من بكى وفاز فيها من فاز ولكن رحمة الله وسعت كل شيء فنشكره سبحانه وتعالى على إتاحة الفرصة بالصلاة وأداء هذه الليلة بالمسجد الحرام ونسأل الله تعالى أن يكتبها إلى كل من تمناها وأن يتم نعمته علينا أجمعين ....



الجمعة، سبتمبر 12، 2008

رد على شبهة المأثورات


شبهات المأثورات


1 - شبهة الجلوس في حلق لقول المأثورات .
2 - هل المأثورات داخله في حديث البخاري ومسلم .
(يسبحونك ويحمدونك ويمجدونك إلى آخر الحديثين ) .
3 - شبهة الجهر بالمأثورات في جماعة .
4 - اختيار آيات وأحاديث محددة بذاتها .
5 - المواظبة على المأثورات في أوقات محددة .
6 - الترتيب في المأثورات .
7 - عدم محاربة الإخوان للبدع .
ثمة شبهة تثار حول :
1 - حكم حلق الذكر في وقت محدد .
2 - حكم الجهر بالأذكار .
3 - حول إختيار وظيفة محددة بذاتها والمواظبة عليها .
4 - حول ترتيب الأذكار بطريقة محددة .


مما لا شك فيه أخي الحبيب أن ذكر الله عز وجل ودعائه ومناجاته بالمأثورات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع الأوقات والمناسبات هو احد الركائز الأساسية الكبرى في هذا الدين ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً ) ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) والآيات في ذلك كثيرة جداً وكذلك تحذير القرآن من المنافقين وهم الذين لا يذكون الله إلا قليلاً ( ولا يذكرون الله إلا قليلاً ) لذلك كانت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله تعالى ودعائه صلى الله عليه وسلم ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) ودعائه (ولا تنسنا ذكرك) .


وللذكر فوائد عظيمة جداً وقد ذكر أكثرها الإمام القيم في كتابه ( الوابل الصيب) من ص 38حتى ص86 فأرجع إليه .


لذلك جاءت الأحاديث في فضل حلق الذكر والندب إلى ملازمتها والنهي عن مفارقتها لغير عذر كما بدأ الإمام النووي كتاب الأذكار فالمولى عز وجل يقول ( وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) وقد فسر الإمام بن كثير هذه الآية بقوله : أجلس مع الذين يذكرون الله ويهللونه ويحمدونه ويسبحونه ويكبرونه ويسألونه بكرة وعشية من عباد الله .


وروي الإمام أحمد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله تعالى لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا نادهم منادي من السماء أن قوموا مغفوراً لكم قد بدلت سيئتكم حسنات ) . ولفضل الاجتماع على ذكر الله نسمع حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم : (إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلاً يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلساً فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضاً بأجنحتهم حتى يملئوا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء قال : فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم من أين جئتم ؟ فيقولون : جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبروك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك . قال : وماذا يسألونني ؟ قالوا يسألونك جنتك . قال : وهل رأوا جنتي ؟ قالوا : لا يارب . قال : فكيف لو رأوا جنتي ؟ قالوا : ويستجيرونك . قال مما يستجيرونني ؟ قالوا : من نارك يارب . قال : وهل رأوا ناري ؟ قالوا : لا . قال : فكيف لو رأوا ناري ؟ قالوا : ويستغفرونك . قال : فيقول قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا قال : فيقولون رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم . قال : فيقول وله غفرت , هم القوم لا يشقى بهم جليسهم )


1 - وفي حديث الإمام مسلم أيضاً : (لا يقعدون قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ( يقول الغمام الأصفهاني في شرح هذا الحديث ( دل الحديث على فضيلة مجالس الذكر وفضيلة الاجتماع على الذكر ) .


2 - عن أبي سعيد الخدري قال : خرج النبي على حلقة في المسجد : فقال ما أجلسكم ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله تعالى فقال : بالله ما أجلسكم إلا ذلك قالوا : والله ما أجلسنا إلا ذلك . فقال : أما غني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكن أتاني جبريل وأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة . رواه مسلم .


3 - الحديث الرابع في هذا الأمر : عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم ثم بعثوا برائدهم إلى رب العزة تبارك وتعالى فيقولون : ربنا أتينا على عباد من عبادك يعظمون ألاءك ويتلون كتابك ويصلون على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ويسئلونك لآخرتهم ودنياهم فيقول تبارك وتعالى : غشوهم رحمتي فيقولن : يارب إن فيهم فلان الخطاء إنما إغتبقهم إغتباقاً . فيقول تبارك وتعالى : غشوهم رحمتي فهم القوم لا يشقي بهم جليسهم.
من هذه الأحاديث الصحيحة وغيرها الكثير نخرج بأفضلية حلق الذكر في المسجد وغير المسجد لفضلها العظيم ولعل حديث لا يقعد قوم يذكرون الله فإنه مطلق يتناول جميع المواضع سواء المسجد أو غير المسجد كما قال ذلك الإمام النووي ( هذه واحدة ) .


*** مشروعية حلق الذكر في المسجد وغير المسجد :


كما أن الأحاديث السابقة لم تخصص مجالس الذكر بالقرآن فقط أو علوم الشريعة فقط بل هي عامة في جميع أنواع الذكر وعلى ذلك فالذكر يشمل التسبيح والتحميد والتهليل والتمجيد والاستغفار والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء في أمور الدنيا والآخرة وتلاوة القرآن وتدارسهم كما ورد الحديث الأول والرابع كما في الألفاظ :


1 - يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك : فيدخل تحتها جميع الصيغ الواردة عن رسول الله التي فيها مادة التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد .
2 - ومثل يستغفرونك : يدخل تحتها جميع صيغ الاستغفار من أقلها (استغفر الله) إلى دعاء الاستغفار .
3 - ومثل ويتلون كتابك : فهذه تشمل كل آيات القرآن ويدخل فيها الآيات والسور التي جاءت عن الرسول أن لها فضلاً خاصاً يزيد على الفضل العام لتلاوة الكتاب العزيز .
4 - ومثل يصلون على نبيك تدخل فيه كل الصيغ الواردة في الصلاة على رسول الله .
5 - ومثل يسألونك جنتك ويستجيرونك من نارك ويسألونك لأخرتك ودنياهم : هذه الجمل الثلاث تشمل جميع الدعوات المأثورة عن الرسول وكذلك جميع الصالحين ما دامت منضبطة على قواعد الدعاء التي وردت في الكتاب والسنة لأن الدعاء كله يدور حول الثلاثة أمور السابقة .
6 - ومثل يمجدونك : تدخل تحتها جميع الأذكار التي فيها ثناء على الله وتمجيد وتعظيم له مثل أسماءه الحسنى والصيغ الواردة الأخرى سواء من الآيات أو الأحاديث .
8 - ومثل يعظمون آلاءك : تدخل تحتها كل الصيغ سواء آيات أو أحاديث مثل صيغة (اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر فأتم نعمتك علي وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة ) وقد قال الإمام ابن حجر في كتابه فتح الباري ( المراد بمجالس الذكر الواردة في الأحاديث السابقة ما اشتمل على تسبيح وتكبير وغيرها وعلى تلاوة كتاب الله وعلى الدعاء بخير الدنيا والآخرة ) .


وبعد أخي الحبيب وبعد عرضنا للنقاط السبع السابقة فإنك لا تجد الأذكار أو المأثورات التي يتلوها أفراد الإخوان تخرج عن هذه النقاط السابقة في أحاديث الذكر الواردة (هذه ثانية ) .
غير إني أشير إلى شيء أن بعض العلماء صرفوا أحاديث الذكر هذه إلى مجالس العلم لما يجدونه من مجالس الذكر الصوفية وما فيها من أخطاء وانحراف عن منهج الدين وبدع مضلة .


** ولكن هل يجوز الجهر بالذكر في جماعة ؟ وهل الذكر الجماعي بدعة ؟
1 - روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه , إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه , والشاهد في هذا الحديث الشطر الأخير من الحديث بمعنى إذا ذكرني في جماعة جهراً بحيث يسمعون ذكره تبارك وتعالى كان ثوابه أن يذكره الله تعالى هناك في الملأ الأعلى وهم الملائكة .
وهذا الحديث ذكره الأئمة الذين يجمعون الأحاديث الخاصة بالذكر في كتبهم كما أن الأحاديث التي وردت قبل في غشيان الرحمة ونزول السكينة في قراءة القرآن لابد أن يجهر فيها بقراءة كتاب الله وهم في حلقة .
2 - روى أبو داود الترمذي وابن ماجة عن ابن عمر قال : كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد مائة مرة ( رب اغفر لي وتب علي إنك انت التواب الرحيم ) قال الترمذي حديث صحيح فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالاستغفار وهو في مجلس أصحابه ويظل يجهر طوال المجلس حتى يفرغ من المائة وقد يقول قائل إنه كان يجهر حتى يحفظ الصحابة والرد على ذلك أن الصيغة سهلة ويمكن حفظها من مرة أو مرتين أو ثلاثة وأيضاً الصحابة الذين كانوا يعدون فمن غير المعقول أن الرسول يستغفر وهم أحوج منه ولا يستغفرون فلابد أن يشاركوه الاستغفار كما أن العد يتعارض مع الفعل كما يتضح من أسلوب الحديث أن هذا كان يحدث كثيراً فهو لم يحدث مرة أو مرتين وانتهى الأمر بل مرات عديدة كثيرة فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم .
3 - روى الترمذي عن عبد الله بن عمر قال : فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه , اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا وأجعله الوارث منا وأجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يحرمنا ) قال الترمذي حديث حسن .
الحديث يدل بلا ريب على مواظبة الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الدعاء في كل مجالسه إلا قليلاً وأنه صلى الله عليه وسلم كان يجهر دائماً وإلا ما سمعه عبد الله في كل مرة ولهذا وضع الإمام النووي هذا الحديث في باب دعاء المجالس في جمع لنفسه ومن بعده .
4 - الحديث الذي أخرجه السبعة عن عبد الله بن عباس قال : (إن رفع الصوت بالذكر حيث ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ) ولا شك أيضاً أنه كان رفعاً مناسباً ومعقولاً حتى لا يحدث تشويش على المصلين ولم يقل أحد الصحابة المعاصرين المشاهدين خبراً بنسخه أو تأويله .
وبعد أخي الحبيب ألا ترى أن هذه الأحاديث الصحيحة كافية تماماً في مشروعية الجهر بالذكر في جماعة (وهذه الثالثة ) .


ولكن كيف نوفق بين أحاديث الجهر بالذكر وورد آيات تأمر بخفض الصوت في الدعاء مثل قوله (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية) وقوله ( واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول ) وقوله ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً) وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( أيها الناس ابقوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصماً ولا غائباً إن الذي تدعونه سميع قريب وهو معكم ) رواه البخاري .


بعض تفسير آيات خفض الصوت :


1 - نبدأ بتفسير قول الله تعالى : ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً ) جاء في تفسير هذه الآية ما رواه الإمام أحمد والشيخان عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقيم بمكة ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ) قال : كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فلما سمع ذلك المشركون سبوا القرآن وسبوا من أنزله ومن جاء به قال : فقال الله تعالى لنبيه ( ولا تجهر بصلاتك ) أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ( ولا تخافت بها ) عن أحبائك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك وهناك زيادة رواها الضحاك عن بن عباس نفسه قال : (فلما هاجر إلى المدينة سقط ذلك ) .
2 - أما قوله عز وجل : ( واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول ) (الأعراف 205) ذكر بن كثير ( اذكر ربك في نفسك رغبة ورهبة وبالقول لا جهراً ) ولهذا قال الله تعالى : (ودون الجهر من القول ) ثم يقول مبيناً هذا المعنى بعبارة أكثر وضوحاً ( هكذا يستحب أن يكون الذكر لا يكون نداءً ولا جهراً ) فأنت ترى أن الأمر على سبيل الاستحباب ولا يكون الذكر رفع الصوت عالياً بشدة .
3 - أما قوله (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية ) قيل يكره رفع الصوت والنداء والصياح في الدعاء ويؤمر بالتضرع والاستكانة وقال بن عباس : ولو لاحظنا حياة المسلم الذاكر لله ووازنا بين نسبة إسرارهم بالأذكار والدعوات في الصلاة وخارج الصلاة في سائر الأوقات وبين الجهر بها وجدنا أن الغالب فعلاً هو الإسرار وهذا هو المطلوب نأتي الآن إلى الحديث في صحيح الإمام مسلم عن أبي موسى الأشعري قال ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أيها الناس ابقوا على أنفسكم , إنكم لا تدعون أصماً ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم) قال أبو موسى وأنا خلفه وأنا أقول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) فقال : (يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ فلت بلى يا رسول الله قال : (قل : لا حول ولا قوة إلا بالله) .
1 - الظاهر من الحديث أنه كان في سفر والظاهر أنه حدث مرة واحدة .
2 - فسر الإمام النووي الحديث بالنهي عن المبالغة في رفع الصوت بالتكبير ونحوه .
3 - أربعوا على أنفسكم معناها : (أرفقوا بها وأمسكوا عن الجهر الذي يضركم ) ولا يؤمر إنسان أو ينصح بهذا إلا إذا علا صوته بشدة يخشى عليه منها الضرر على نفسه .
4 - قوله صلى الله عليه وسلم ( إنكم لا تدعون أصماً ولا غائباً ) الإنسان ينادي أصماً فإنه رفع صوته عالياً جداً بدرجة فزعه حتى يسمعه وأيضاً عندما تنادي إنساناً بعيداً عنك فأنت ترفع صوتك بقوة شديدة حتى يصل النداء إليه عكس وذلك عندما يكون الشخص قريب فيكون الصوت أقل وهو المقصود من الحديث ولذلك اتبع الرسول الجملة السابقة بقوله : (إن الذي تدعونه سميع قريب ) أي لا داعي لرفع الصوت بشدة فإن الله قريب .
5 - كما أن في قول أبي موسى خلف الرسول ( لا حول ولا قوة إلا بالله) . من الواضح أنه كان يردده بصوت سمعه الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنه كان صوته خفيضاً رقيقاً فيه نسبة من الجهر المشروع على عكس مبالغة الناس الآخرين في الجهر بالدعاء والذكر لذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سمعه وهو يقولها فأخبره بفائدتها وبشره بثوابها ولم ينكر عليه الرفع والجهر كما أنكر على الآخرين الفرق الجلي بين رفع ورفع , وعلى هذا أخي الحبيب يتضح لك عدم معارضة الجهر بالذكر مع هذه الآيات والأحاديث إذا كان الجهر بسيطاً ولا يؤدي إلى التشويش على أحد من المصلين هذا فضلاً أنه يجب على الداعية أن يكون له الذكر الكثير والدعاء الواسع لله سراً بينه وبين الله وهذا هو الأساس إذ أن المرات التي يجهر فيها بالذكر هي مرات قليلة بالطبع هذا مع وجوب الجهر بالذكر إذا كان ذلك لتعليم من لا يعلم .


وقد يقول قائل إن هذه المأثورات وإن كانت وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلماذا اختيرت بعض الأذكار وإيثارها على البعض الأخر .


نقول بعون الله : إن هذه الأذكار مائدة ربانية شهية بسط عليها رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم غذاء القلوب والأرواح ولم يلزمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بها كلها ولا بقدر منها إنما تركها كل يأخذ حسب قدرته وحسب استطاعته إذ لا مانع شرعاً في أن يأخذ ما شاء ويستبدل ما شاء وإن كان الأولى أن يواظب على الشيء ويداوم عليه , ولنذكر في هذا المقام قصة الأنصاري الذي كان يؤم الناس ( روى البخاري عن أنس بن مالك قال : كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء وكان كلما صلى بهم افتتح بـ (قل هو الله أحد ) حتى يفرغ منها ثم يقرا بسورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمه الصحابة فقالوا : (إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى فإما أن تقرأ بها , وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى ) فقال : ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بذل فعلت وإن كرهتم تركتكم وكانوا يرون انه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال : يا فلان ما منعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك ؟ وما يحملك على لزوم هذه السورة ؟ فقال ( إني أحبها ) فقال صلى الله عليه وسلم : (حبك إياها أدخلك الجنة ) وبعد أخي الحبيب فهذا الحديث واضح جداً فيي شرعية اختصاصك لذكر سورة محددة ولا يعد ذلك هجراناً لغيره من الآيات أو الذكر وبديهي أنه إن كان هذا جائز في كلام الله عز وجل فهو أولى جوازاً في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم (فهذه الرابعة ) .


* وقد يقول قائل أليست المواظبة عليها بدعة ؟


نقول إن المحافظة على العمل والملازمة له نهج أصيل من مناهج التربية الإسلامية وقال صلى الله عليه وسلم : (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) يقول البخاري (كان أحب الدين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما داوم صاحبه عليه ) وفي هذا يقول الإمام النووي (ينبغي لمن كان له وظيفة من الذكر في وقت من ليل أو نهار أو عقب صلاة أو حال من الأحوال ففاتته أن يتداركها ويأتي بها إذا تمكن منها ولا يهملنا فإنه إذا اعتاد الملازمة عليها لم يعرضها للتفويت وإذا تساهل في قضائها سهل عليه تضييعها في وقتها وهو يستدل على ذلك الحديث الذي يرويه الإمام مسلم (من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنه قرأه من الليل ونحن عندنا أحاديث كثيرة كان يوصى بها الحبيب صلى الله عليه وسلم بها ربما صباحاً ومساءً في اليوم الواحد وكذلك الآيات مثل ( قل هو الله أحد و والمعوذتين , واستغفار مائة مرة وحديث سيد الاستغفار ) وغير ذلك كثير لا يتسع المقام لذكره وتفصيله وبعد ذلك ألا ترى مشروعية المداومة على أذكار محددة في أوقات محددة (وهذه الخامسة ) .


أما عن آخر الشبهات فقد يقول قائل ما شرعية ترتيب الأذكار على هذا النحو في المأثورات؟


ونقول أخي الحبيب أنه لا يعدوا أن يكون عملية جمع وضبط وتنظيم لهذه الصيغ حتى لا ينسى أو يغفل عن شيء منها وحتى يعين ذلك على التدبر والتذكر وعدم تشتيت الذهن في استحضار الذكر مع العلم أن هذا الترتيب ليس سنة ونعلم أنه لم يقصد به تحصيل قربة زائدة على أصل العبادة بل إن كل من هذه الصيغ مستقلة عن الأخرى وعلى هذا إذا كان الأخ يؤدي المأثورات منفرداً فله أن يقدم دعاء على الآخر ويؤخر واحداً عن الآخر حتى لا يصبح هذا الترتيب سنة أما إذا كان ذلك التغيير في الترتيب يؤدي إلى اضطراب في الذكر الجماعي الذي خلصنا إلى مشروعيته فلهم أن يلتزموا بترتيب موحد قدر الإمكان وذلك تيسيراً عليهم وتوحيداً لكلمتهم ودفعاً لأي ثغرة . والله الموفق والهادي إلى الخير .

الخميس، سبتمبر 04، 2008

رد على شبهة دخول الإخوان الانتخابات في الدولة العلمانية؟




بسم الله الرحمن الرحيم

رد على شبهة دخول الإخوان المجالس والانتخابات في الدولة العلمانية وفيها تطاول على آيات الله ؟


دخول الإخوان الانتخابات في الدولة العلمانية ؟


أولاً : نحب أن تعلم أن الإخوان عندما يسعون لتطبيق شريعة الله لا يعني ذلك إقرارهم أخذ رأي أعضاء مجلس الشعب على شريعة الله وعلى مدى صلاحيتها للتطبيق , ذلك لا يجوز أن يدور في خلد أحد إذ لا يجوز في حق الله أن نأخذ رأي خلقه في شرعه , إذا كان ثمة صادر فهو حول طريقة التطبيق , كما أن الإخوان لا يقررون حق مجلس الشعب أن يقرر قوانين تخالف الأصول الشرعية , ولا يعني دخول الإخوان الانتخابات موافقتهم على كل مواد الدستور وعلى كل القوانين القائمة بل إن الإخوان يرفضون كل مادة وقانون يخالف شرع الله ويسعون لإلغاء كل هذه المواد المخالفة وقد يقول قائل ماذا تصنعون في اليمين الدستوري إذا نجحتم وفيها النص على احترام الدستور وما فيه من مخالفات وأنتم معشر الإخوان تقولون أن القرآن دستوركم .الجواب أن الدستور الرسمي نص على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام وعلى ذلك فالإخوان يقسمون على احترام الدستور الذي يستمد مبادئه من دين الدولة وهو الإسلام وإن كان في الدستور بعض المواد المخالفة فقد نص الدستور نفسه على أن ذلك التعديل من حق النواب بطريقة قانونية ويكون دخول الإخوان مجلس الشعب هي الوسيلة المثلى لتغيير هذه المواد المخالفة وتحقيق أهداف الإخوان.


- وقد يقول قائل بدخولكم مجلس الشعب تعطون حق التشريع لغير الله .ونحن نقول هل الذي يرشح نفسه وكل أمله ونيته وهدفه أن يطالب المجالس التشريعية وغيرها بالاحتكام إلى شريعة الله ويجاهد ما استطاع في إقامة الحجة عليهم وتبليغهم هذا الصوت الإسلامي ويقف لكل قانون أو مادة تخالف شرع الله وق سبق أن قلنا إن الدستور يقول الشريعة الإسلامية هي مصدر السلطات فهل ذلك يعني إعطاء حق التشريع لغير الله ولنأخذ مثلاً تركيا فالمسلمون كانوا في تركيا مستضعفين وكانوا يسجنون لأنهم ضبطوا يتعلمون القرآن والسنة ثم عن طريق الانتخابات توصلوا إلى أغلبية جعلتهم يفرضون شروطاً منها حرية العمل بالإسلام وإعلان الآذان باللغة العربية وغير ذلك فهل هؤلاء كفروا لأنهم شاركوا في الانتخابات , وقد يقول قائل إن الإخوان يهتمون كثيراً بالتربية فلا يؤثر ذلك على التربية فلتعلم أن المشاركة في الانتخابات والدعاية والمصاحبة لها هي لون من ألوان التربية حيث يتمرسون على تبليغ الدعوة إلى كل طوائف الشعب وفئاته واكتساب خبرة في ذلك وترويض النفس على الحكم وسعة الصدر ولين الجانب وكظم الغيظ والصبر على الابتلاء من جراء الاعتقالات التي تواجههم أليس كل ذلك من ألوان التربية كما أن الإخوان لا ينشغلون بشيء على حساب شيء آخر , فالتربية الروحية هي الأساس وهي الزاد ولا يجوز أن تشغلنا الانتخابات عن الزاد الإيماني الذي هو ركيزة الدعوة .


وأخيراً نقول أن الوصول إلى هذه المجالس ليس هدفاً في حد ذاته بل إنها لا تعدو أن تكون وسيلة لتبليغ دعوة الله إلى الناس وإفهام المسلمين شمولية الإسلام وأنه منهج حياة كامل للدنيا والآخرة وإزالة ما رسب في أذهانهم من حصر الإسلام من عبادات محدودة كما أنه وسيلة لتوضيح معنى (الإسلام هو الحل) ودحض الشبهات والأفكار الدخيلة على الدين وأنه منبر إلى الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتغيير المنكرات السائدة في هذا المجتمع خاصة بعد أن سدت أمام الإخوان معظم النوافذ التي كان يطل منها على الجماهير .


أما عن منافية الانتخابات للشرع والعقيدة فهذا لا , فالعقيدة محلها القلب والقلب لا سلطان لأحد عليه إلا الله فهل كان عمار بن ياسر مخالفاً لأصول العقيدة عندما نطق بكلمة الكفر بلسانه وقلبه لم يتغير بل كان مطمئناً بالإيمان وهل خالف الصحابة أصول عقيدتهم عندما طافوا حول الكعبة والأصنام تحيط بها في عمرة القضاء .

الاثنين، سبتمبر 01، 2008

رمضان بالخير أقبل...

رمضان يأتي ورمضان يذهب .. هذا هو الحال حتى يأتي اليوم الموعود . . ويقضي الله أمراً مقضياً ..

ولكن رمضان هذا العام بالنسبة لي شيء غير عادي .. وما أحس به من روحانيات وإيمانيات عالية تجعلني أسأل عن سبب هذا الإقبال الشديد على الطاعة في هذا العام ... ووجدتها عددة أسباب .. منها :


- التربية العالية التي تلقيناها من منهج الإخوان ... التي تعمل على علو الهمة والإيمان والتربية الحقيقية التي تدفع الإنسان إلى طاعة الله على أكمل وجه ..

- النظر إلى إخواننا في حماس وما وصلوا إليه من عزة ونصر وثبات على منهج الحق وعملهم الدؤوب لمرضاة الله عز وجل وهم في ساحة المعركة .. فكان دافعاً لي أن لا أتكاسل وأنا في موضع الراحة والرخاء ..

- رؤية الهلال مجتمعة في الدول العربية كان لها أثر كبير علي خلاف كل عام كنت أصوم وأنا بالخارج واجد إخواني في مصر مختلفون معي يصومون بعدي ...

- وجود زوجتي وأولادي معي هذا العام وخصوصاً أنه منذ خمس سنوات لم نحضر رمضان معاً ..

- الاستعداد من الآن للحج أنا وأولادي هذا العام ..

- دعاء والدتي المستمر وهو العون الأكبر لي في حياتي ..

السبت، أغسطس 30، 2008

رد على شبهة .. الإخوان والعمل بالسياسة



أولاً : يجب أن نعلم أن : الإسلام دين شامل ينظم شئون الحياة والآخرة فهو دين ودولة والإسلام لا يعرف التبعيض ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب ) وهكذا فنجد في كتاب الله الآيات الاقتصادية والآيات الاجتماعية والعلمية والحكم بما أنزل الله والعلاقات الدولية أي يشمل أمر الحياة والآخرة أي نظام الإسلام شامل وبالتالي يوجد في الإسلام نظام للسياسة والحكم وللأسف الشديد فالبعض يعتبر السياسة خارج نظام الإسلام ولا يجب أن نقترب منها ويردد قول العلمانيين من حيث لا يدري ( لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ) وإذا نظرنا لوجدنا هذا الكلام لا أساس له من دعاوى إلا فمن ينكر حاكمية الرسول والخلفاء للأمة المسلمة ومن ينكر كتب الفقهاء عن السياسة الشرعية يقول الإمام ابن تيمية ( يجب أن يعرف أن ولاية الناس من أعظم واجبات الدين لا قيام للدين إلا بها ) وهذا حق دلت عليه الآيات والأحاديث :
1 - آيات الحكم بما أنزل الله وآيات لزوم طاعة الحاكم الذي يحكم بما أنزل الله وآيات الشورى .
2 - ومن السنة ( من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلية ) . رواه مسلم .
والحديث ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم , ومن لم يصبح ناصحاً لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فليس منهم ) وفي حديث آخر ( لتنقضي عرى الإسلام عروة عروة وأولها نقضاً الحكم وآخرها الصلاة ) .
3 - من السنة الفعلية أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقام دولة إسلامية في المدينة وعهد المعاهدات ونظم الأسواق وقام بإعلان الحرب والجهاد .
4 - الإجماع فقد أقل الفقهاء ( نصب الخليفة واجب بالإجماع) ولهذا أخر الصحابة (رضوان الله عليهم ) دفن الرسول , حتى يتم اختيار الخليفة لأهمية الحاكم المسلم وقد أوجب الإسلام التأمير في ثلاث فما أكثر .
5 - أن كثيراً من أحكام السريعة يحتاج تنفيذها إلى قوة وسلطان مثل أحكام الجهاد وإقامة الحدود والعقوبات وإقامة العدل وخلافه ويشير ابن تيمية إلى ذلك ( ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصرة المظلوم , وإقامة الحدود لا تتم بالقوة والإمارة ) وقد جاء القول الفصل في الأثر ( إن الله ليزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن) وعلى هذا أخي الحبيب فالسياسة من صلب الإسلام الشامل الذي هو منهج كامل للحياة بما وضع من مبادئ وما أصل من قواعد وما سن من تشريعات وما بين توجهات تتصل بحياة الفرد وشئون الأسرة وأوضاع المجتمع وأسس الدولة فالإسلام له قواعده وأحكامه وتوجيهاته في سياسة التعليم وسياسة الإعلام وسياسة التشريع وسياسة الحكم وسياسة المال وسياسة السلم وسياسة الحرب وبالجملة كل ما يؤثر في الحياة , والإسلام لا يقبل أن تنقسم الحياة بين الله وبين سيد آخر يقاسمه التشريع ولا يرضى بمقولة (أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) بل إن قيصر وما له لله الواحد الأحد وكذلك كل من في السموات ومن في الأرض بل أن شخصية المسلم كما كونها الإسلام ووضعتها عقيدته وشريعته لا يمكن إلا أن تكون سياسة وفق السياسة المنضبطة بالشرع فالإسلام يضع في عنق كل مسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنازلة الفساد في الداخل قبل منازلة العدو في الخارج وأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر والإسلام يفرض على المسلم رفض الظلم وينكره بشدة على الذين يقبلون الظلم والمسلم بمقتضى إيمانه مطالب بمحاربة المنكر سواء كان سياسياً أو اقتصادياً , ولربما الإنسان - في قلب صلاته - يخوض في بحر السياسة وهو يقرأ الآيات ففي سورة المائدة عن الحكم بما أنزل الله أو عن الموالاة في سورة النساء وغيرها وقد نقل الإمام ابن القيم عن السياسة ( أن السياسة هي الفعل الذي يكون الناس معه أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد ما دامت لا تخالف الشرع , كما يقول ( إن السياسة العادلة لا تكون مخالفة لما نطق به الشرع بل هي موافقة لما جاء به بل هي جزء من أجزائه ونحن نسميها سياسة تبعاً لمصطلحاتهم وإنما هي عدل الله ورسوله ) .
ويقول الإمام الغزالي ( إن الدنيا مزرعة للآخرة ولا يتم الدين إلا بالدنيا والملك والدين توأمان فالدين أصل والسلطان حارس وما لا أصل له فمهدوم وما لا حارس له فضائع ) .
هكذا أخي الحبيب :

نصل الآن إلى أن السياسة الشرعية المنضبطة بالشرع هي من روح الإسلام . وما يروجون به في فهم الناس من أن العبادة في المساجد فقط ولا دخل للدين بالسياسة والأمور الدنيوية حتى أقتنع بعض الناس بهذه المفاهيم الخاطئة فإن لم يكن الدين أساس حياتنا في كل شيء .. إذا فما هو الأساس ..

دفع عجلة السلام


إلى متى يظل الحكام العرب الدافع الأساسي للعدو الصهيوني في ملاحقة وقتل أبناء أمتنا في فلسطين المسلمة المرابطة .. نرفع لهم شجر الزيتون ونهتف بحياتهم ونحبو ورآهم .. ولا حياة لمن تنادي .. إنهم مشغولون بشيء أسمى عندهم وهو قتل هذا الشعب وتجويعه وتركيعه .. فإلى متى هذا الذل والهوان ..

الاثنين، أغسطس 25، 2008

رد على شبهة ... الأسماء والصفات

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول ابن القيم , التوحيد نوعان :
1 - توحيد في المعرفة والإثبات : وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات بمعنى أن يعتقد المؤمن إثبات ذات الله وصفاته وأفعاله فهو سبحانه الأول والآخر والظاهر والباطن إلى آخر ما يجب أن يتصف به من أسماء .
2 - توحيد في العبادة والقصد : وهو توحيد الألوهية والعبادة أي لا يعبد إلا الله ولا يقصد إلا الله ولا يعمل إلا ابتغاء وجهه .
ونحن هنا بصدد أسماء وصفات المولى عز وجل .
فجميع أسماء الله تعالى تعتبر صفات لله تعالى إلا أسماً واحداً وهو الله فإنه علم على الذات وليس صفة وأجمع الفقهاء على أن أسماء الله توفيقية من عند الله سبحانه وتعالى ولقد تعلم الصحابة صفات الله من كتاب ربهم كما وصف الله نفسه وكما وصفه الرسول , دون تنطع ولا جدال وما تكلم واحد منهم حول الأسماء والصفات بل فهموها كما نزلت وأنه لم يرد قط من حديث صحيح أو سقيم عن أحد من الصحابة على اختلاف طبقاتهم وكثرة عددهم أنه سأل رسول الله عن معنى شيء مما وصف به الله سبحانه نفسه سواء في القرآن أو السنة المطهرة إلى أن كثر الكلام وظهرت الفرق فمنهم من شط وانحرف عن أهل السنة والجماعة كالجهمية والمعطلة والمعتزلة والمرجئة وهؤلاء أراهم باطلة .
وبقى أمامنا رأيان هما محل أنظار العلماء في العقائد , السلف والخلف فالخلف قالوا : نؤمن بكل ما جاء في القرآن والسنة مما يتعلق بالصفات ( اليد , العين , الاستواء , وغيرها ) ونؤمن بأن هذه الصفات ليس المقصود منها معانيها في حق المخلوقين فالله لا يشبهه شيء ونقطع بأن هذه الصفات ليست على ظاهرها المراد في حق المخلوقات وليس هناك ظاهر إل المعروف في حق المخلوق لذلك نحملها على ما تجيزه اللغة ولا يصطدم مع الشرع لنبتعد عن شبهة المماثلة التي تبادر إلى الذهن لذلك فهم يؤولون هذه الصفات على سبيل المثال تأويل الوجه بالذات واليد بالقدرة وسار على ذلك علماء منهم ابن الجوزي الحنبلي , والفخر الرازي وكثير غيرهم .

أما منهج السلف فيقول شيخ الإسلام : (ومذهب السلف هو أن يوصف الله بما وصف نفسه ووصفه به رسوله ولا يتجاوز القرآن والحديث وهو بين التعطيل والتمثيل فلا يمثلون صفات الله بصفات خلقه كما لا يمثلون ذاته بذوات خله ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تعريف الإمام البنا لمذهب السلف : (أما السلف فقالوا : نؤمن بهذه الآيات والأحاديث كما وردت ونترك بيان المقصود منها لله تبارك وتعالى فهم يثبتون اليد والعين والاستواء والضحك والتعجب .. وكل ذلك بمعان لا ندركها ونترك لله تبارك وتعالى الإحاطة بعلمها لا سيما وقد نهينا عن ذلك في قول النبي , تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في الله فإنكم لن تقدروه قدره ) رواه أبو نعيم في الحلية ورواه الأصفهاني فيي الترغيب والترهيب بإسناد أصح منه مع قطعهم رضوان الله عليهم بانتفاء المشابهة بين الله وبين خلقه .

حقيقة الخلاف بين السلف والخلف :

لتحرير محل الخلاف لابد من النظر إلى المسألة بدقة :
فالسلف قالوا : (نؤمن بما ثبت من هذه الصفات (اليد و العين ) لأن القرآن والسنة ذكروا ذلك ونحن نفهم من هذه الصفات معنى ذهنياً وهذا المعنى عند إضافته للخالق سبحانه وتعالى يختلف تماماً عن المعنى المضاف إلى المخلوق ولا يشبهه فهو في حق الله كامل على ما يليق بجلاله وفي حق المخلوق ناقص . لا يعرف حقيقة هذه المعاني وكنهها إلا الله .
وأما الخلف فقالوا : نؤمن بكل ما جاء في الق{آن والسنة مما يتعلق بالصفات نؤمن بأن هذه الصفات ليس المقصود منها معانيها في حق المخلوقين فالله لا يشبهه شيء فقطع بأن معاني هذه الصفات (اليد , العين ) ليست على ظاهرها المراد في حق المخلوقات وليس هناك ظاهر إلا المعروف في حق المخلوق لذلك نحملها على ما تجيزه اللغة ولا يصطدم مع الشرع لنبتعد عن شبهة المماثلة التي تبادر إلى الذهن .

ومن هنا : فإن تحرير محل النزاع يقودنا إلى أنه :
أولاً : أتفق الفريقان على تنزيه الله تبارك وتعالى عن المشابهة لخلقه .
ثانياً : كل منهم يقطع بأن المراد بألفاظ هذه النصوص في حق الله غير ظواهرها في حق المخلوقات واتفاقهما على نفي التشبيه .
ثالثاً : اتفاق السلف والخلف في التأويل إجمالاً فالسلف قالوا مثلاً استوى على العرش : استواء يليق بجلاله وأحديته . أيضا له يد كما قال تليق بأهوليته وجلاله فهذا تأويل إجمالي غير أن الخلف زادوا تحديداً لمعنى المراد بأن يفسر الاستواء بالاستيلاء والتسلط فتفسر اليد بالقدرة وبالكرم في قوله (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) .
وهكذا فإن التأويل إجمالي عند السلف والتأويل تفصيلي في التفسير عند الخلف وعلى ذلك فإن المهم ألا تنسب إلى الله جارحة من خلال فهمك بكلمة اليد التي نسبها إلى ذاته وأن لا تعطل الدلالة اللغوية الثابتة بكلام الله عز وجل ومع ذلك فإننا نجد من السلف من لجأ إلى التأويل التفصيلي كتأويل الإمام أحمد ( جاء) في قوله تعالى ( وجاء ربك والملك صفاً صفاً ) أو جاء بمعنى جاء أمر ربك ومن ذلك تأويل الإمام البخاري لقول الرسول , في الحديث : لقد ضحك الله الليلة من فعلكما . في قصة الأنصاري الذي أكرم مثوى ضيف رسول الله , أول البخاري الضحكة بالرحمة .
وعلى هذا فإن بعض السلف قد لجأ إلى التأويل في بعض الأحيان .
والقول الفاصل في ذلك : ما قاله الإمام الشاطبي في الاعتصام ( ومن أشد أمور الاختلاف مسألة إثبات الصفات حيث نفاها من نفاها فإذا نظرنا إلى الفريقين وجدنا كل واحد منهما حائماً حول حمى التنزيه , ونفى النقاش وسمات الحدوث وهو مطلوب الأدلة وغنما وقع اختلافهم في الطريق وذلك لا يخل بالقصد في الطرفين معاً فالحاصل فيها إلا أن تقوم فيه شروط التكفير ) .
ويقول الإمام ابن تيمية في جـ 6ص58 ( فأما سائر وجوه الاختلاف كاختلاف التنوع والاختلاف الاعتيادي واللفظي فأمره قريب وهو كثير وغالب على الخلاف في المسائل الخبرية , والمسائل الخبرية هي المسائل العقيدية الدقيقة , أغلبها خلاف اعتباري ولفظي .
أرأيت أخي القارئ أنه اختلاف نظري لا اختلاف حقيقة وهو الذي يقع في الأمور القطعية المجمع عليها , مع ملاحظة أن هذا الخلاف بين السلف والطائفة التي تأويلها في دائرة اللغة والشرع ولا يصطدم مع العقل عكس الفرق الأخرى كزنادقة المؤولة والملاحدة الذين كادوا بالإسلام والمسلمين .
ما هو موقف الأشاعرة في الأسماء والصفات ؟
فزعيمهم أبو الحسن الأشعري وقد أثبت الصفات وقرر أنها تليق بذات الله ولا تشبه صفات المخلوق فسمع الله كسمع الحوادث .. وقال الأشعري في قول الله عز وجل ( يد الله فوق أيديهم ) يده يد تليق بذاته الكريمة وليست يد جارحة كأيدينا وهذا ما ذكره في كتاب الآيات مع ملاحظة أن أبا الحسن الأشعري كان في أول حياته يؤول اليد بالقدرة إلا أنه رجع إلى منهج أهل السنة في أخر زمانه وهذا ما أثبته الشيخ احمد بن حجر في كتاب الآيات وكتاب مقالات الإسلاميين وأثبتهما الإمام ابن عساكر في كتابه (تبين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري) وكذا ذكر السبكي في الطبقات أن عقيدة أبي الحسن الأشعري عقيدة أهل السنة ويعد الإمام أبو الحسن الأشعري هو إمام أهل السنة والجماعة في عصره .
خلاصة قول الإخوان : ترجيح مذهب السلف :
يقول الإمام البنا : (ونرجح مذهب السلف ونعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالاتباع حسماً لمادة التأويل والتعطيل فإن كنت ممن أسعده الله بطمأنينة الإيمان وأثلج صدره ببرد اليقين فلا تعدل به بديلاً . وهكذا الإمام البنا ولكن البعض يأخذ من كلام البنا قوله : ( ونفوض علم هذه المعاني إلى الله ) على أنه من المفوضة .
نقول في ذلك : فأعلم أخي المسلم أن التفويض من الألفاظ المجملة التي تضم تحتها معان مختلفة فهو ينقسم إلى نوعين : نوع محمود يجب أن نقول به ونعتقده ونوع مذموم يجب أن نبتعد عنه .
أما النوع المذموم فهو أن يظن امرؤ أن ألفاظ هذه الآيات وأحاديثها ليس لها معان ولا يفهم منها شيء بمثابة طلاسم .
أما النوع المحمود الواجب اعتقاده فهو تفويض حقيقة معنى إضافتها للمولى سبحانه أي تفويض الكيف . والنظر في عبارة الإمام يقتضي فهم العبارة في ضوء سائر أقواله دون أخذها متجزأة فالعبارة حادث نكرة وليست معرفة فهي لا تعنى المذهبب المذكور ولكنها استعملت بمعناها اللغوي بمعنى عدم الخوض في كيفية الاستواء وغيره من الصفات وترك ذلك إلى الله تعالى .
فإذا أضيف إلى ذلك أن الرجل أكد ترجيحه لمذهب السلف وارتضاه له واستشهاده بأقوالهم وأن هذه العبارة وردت فيي كلام غيره من الأعلام فإنه يتعين فهم مراده على هذا الوجه .

وإلى بعضاً من نصوصه في هذه المسألة لنصل إلى فهم النص المذكور :

1 - قال : أما السلف فقالوا نؤمن بهذه الآيات والأحاديث كما وردت ونترك بيان المقصود منها لله تعالى فهم يثبتون اليد والاستواء .. ونترك لله تبارك وتعالى الإحاطة بعلمها مع اعتقادهم بتنزيه الله سبحانه وتعالى عن المشابهة لخلقه .

2 - قد علمت أن مذهب السلف في الآيات والأحاديث التي تتعلق بصفات الله تبارك وتعالى يمرروها على ما جاءت عليه ويسكتوا عن تفسيرها وتأويلها وأن مذهب الخلف أن يؤولها بما يتفق مع تنزيه الله تبارك وتعالى عن مشابهة خلقه .

3 - عند احتجاجه بأقوال السلف ذاكراً منهم الكسائي في أصول الشريعة ونقل عن حجر بن الحسن ونقل عن الخلال في كتاب السنة وعن أحمد بن حنبل ومالك بن أنس وأبو عمرو الطلمنكي وأبو عبد الله بن بطه وغيرهم من الأئمة الأعلام الذين ساروا على نهج السلف الصالح . وقد أشار إلى ذلك ابن تيمية إذ يقول رحمه الله ( وكلام السلف في هذا الباب موجود في كتب كثيرة مثل كتب السنن للكسائي والإبانة لابن بطه والأصول لابن عمرو والطلمنكي والسنة للخلال ) .

4 - علق على بعض آيات الأسماء والصفات وذكر معانيها مثل قدم الله تعالى وبقائه ومثل علمه سبحانه وتعالى .

5 - أنه صرح بمراد الكيفية تصريحاً بيناً في قوله ( وإنما علم الله تبارك وتعالى علم لا يتناهى كماله ولا يعد علم المخلوقين شيئاً إلى جانبه وكذلك السمع فهذه كلها من مدلولات الألفاظ فهي تختلف عن مدلولاتها في حق الخلق من حيث الكمال والكيفية اختلافاً كلياً لأنه تعالى لا يشبه أحداً من خلقه ولست مطالباً بمعرفة كيفيتها وإنما حسبك أن تعلم آثارها في الكون ولوازمها في حقك ) .

6 - ارتضاؤه منهج السلف وتعويله عليه ( فإن كنت مما أسعده الله بطمأنينة الإيمان وأثلج صدره ببرد اليقين فلا تعدل به بديلاً , وجعله أسلم وأولى بالإتباع حسماً لمادة التأويل والتعطيل .

ومن مجموعة هذه النصوص يتضح أن مراد الإمام البنا هو تفويض الكيفية لا المعنى ..
على أن العبارة التي اشتد فيها النكير على البنا وفسرنا مراده فيها قد جاءت في كلام الأئمة ممن هم على منهج السلف .

* فقد جاء عن محمد الشيباني ( اتفق الفقهاء كلهم من المشرق والمغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الفقهاء عن رسول الله في صفة الله عز وجل من غير تفسير لا وصف ولا تشبيه فمن فسر اليوم شيئاً من ذلك فقد خرج عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعة ) .

* وعن أحمد بن حنبل ( نؤمن بها ونصدق بها بلا كيف ولا معنى ولا نرد منها شيئاً ) .

* ما جاء عن ابن قدامة حين عرض لمسألة الصفات وتلقيها بالتسليم والقبول فأشار إلى ترك التعرض إلى معناها ورد علمها إلى قائلها ( انظر للمغني بشرح ابن عثيمين ص 20) .

فهذه العبارة ونحوها حملت على معنى الكيفية من خلال الجمع بين أقوالهم تحقيقاً للانصاف وإحساناً للظن بهم , وبنفس المنهج نتعامل مع أقوال البنا لما نعرفه عنه من شدة الحرص على إتباع السنة ولزومها وسلوك منهج السلف وأن هذا الرجل ذو همة وإخلاص قد أحيا الله به الأمة فهل تحيا الأمم الهامدة على أيدي رجال ذوي عقيدة مائعة زائغة .

الخيار .. الخيار


دعاية حقيقية تمت من رؤساء الدول عبر وسائل الإعلام المرئية والصوتية المتاحة للخيار ...
فمن وراء هذه الدعاية .. حيث اعتدنا في كل خطاب لرئيس عربي يقول الخيار الاستراتيجي السلام ..
فهل يقصد هذا السلام المزيف أم يقصد الخيار بعينه .. ربما يكون له شركة تستورد أو تورد خيار من وإلى دولة ما .. فعليكم البعد عن اللعب بالإعلانات لصالح الخيار ...

السبت، أغسطس 23، 2008

تصميم خاص لتوقيعي على المنتدى


رسالة إلى أحبتي في الله



الأخوة الصادقون

هم كالدرر الثمينة لا تجدهم إلا بعد البحث الطويل ... لأنهم درر

وصدق الشاعر فيما قال :

أنـــت فـــي النـــاس تـقـاس

بـــالــذي أخــتــرت خليــــلاً

فأصحـــب الأخيـــار تعـلــو

وتــنـــــل ذكــــــراً جمــيـــلاً

رد على شبهة ... الإخوان متهمون بتقديس الإمام البنا !!!




الإخوان متهمون بتقديس الإمام البنا !!!فبدلاً من أن يقولوا قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم يقولون قال الإمام البنا ؟

أولاً : هذا ليس صحيحاً على الإطلاق فالبنا الذي أعلن منذ نشأته للإخوان أن الله غايتنا والرسول قدوتنا وزعيمنا وربى الإخوان على تلك التربية الفعلية حتى أصبح هتافهم وقولهم وفعلهم . (الله غايتنا والرسول زعيمنا وقدوتنا ) , ومن ساوى كلام قائد أو عالم كائناً من كان بكلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فقد خرج عن ملة الإسلام و أما الاستشهاد بكلام العلماء إنما يكون للبيان والتوضيح وتصحيح الفهم , والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يوجهنا ويقول , أنزلوا الناس على قدر منازلهم , ورجل مثل (البنا) بنى دعوة وأنشأ جيلاً وهز تاريخ مصر الحديث والشرق العربي حتى أنه من يؤرخ لمصر الحديثة أو لقضية فلسطين أو للقضايا العربية أو لقضايا العالم الإسلامي لا يستطيع أن يغفل ذكر البنا مهما اختلفت فيه آراء المؤرخين , إنه الرجل الذي استطاع أن يبعث الحياة في أمة أوشكت أن تموت كثرت فيها البدع والخرافات والبعد عن الإسلام وأصابها الضعف والهوان بل والذي تحت نير الاستعمال فأقام جماعة على منهج الإسلام , جماعة ربانية مختصة تبذل نفسها في سبيل الله رخيصة فأحيا فيها الجهاد في سبيل الله وأحيا الدعوة إلى الله وأزال الشوائب والفهم المنقوص للإسلام فعاد نقياً شاملاً كاملاً . (الرجاء مراجعة الانحلال في هذه المرحلة من أي مراجع وستعلم مدى بعض الناس عن دينهم الصحيح) ..

رجل حاربه أعداء الإسلام , إذا لم تحظى جماعة من الجماعات الإسلامية بالدراسة من جانب أعدائها والحرب الشرسة عليها مثلما حظيت جماعة الإخوان لما يعلمون أن هذه الجماعة العائق القوي أمامهم في القضاء على قوى الإسلام لقد كانت كل قوى الشر في الأرض تتحداه (الاستعمار والملك والبشوات والأحزاب والفساد وقوى الانحلال) ولكن الرجل الرباني مشى لا يعبأ بالرياح لا نكص على عقبيه برغم كل تهديد ووعيد ولا يضعف ولا ينهزم في معركة .رجل جدد الفهم الإسلامي الصحيح من خلال الأصول التي وضعها لفهم الإسلام , ألهمه الله البصيرة النافذة وأحيا به معاني الجهاد التي ماتت في نفوس الناس , رجل كهذا إذا أردت أن تتحدث في أمر هام سواء في الإسلام أو شبهات حول الإسلام أو عرض مبادئ الإسلام والفهم الصحيح للإسلام تجد قولاً للإمام البنا قد فتح الله عليه به وهو ولا شك مستمد من قول الله عز وجل وقول الرسول صلى الله عليه وسلم أو شارح لهما .فإذا كان الحال هكذا فلا تكون مجاوزة للحق أن تستشهد ببعض أقواله من ضمن الاستشهاد فالإمام البنا متبع وليس مبتدعاً ولم يأت بشيء جديد من عنده وإنما من الكتاب والسنة تعلم وتكلم .

وأزيدك أخي الحبيب أنه الرجل الذي ربى الأفراد على ربانية الدعوة وإليك هذه الحادثة في مؤتمر الطلاب للإخوان المسلمين الذي أنعقد بدار جمعية الشبان المسلمين عام 1939 حين وقف حسن البنا للخطابة إذ تحمس أحد الأخوة من الطلاب فهتف بحياة حسن البنا وبرغم عدم استجابة الحاضرين لهذا الهتاف إلا أن الإمام البنا وقف صامتاً لا يتحرك برهة فاتجهت إليه الأنظار في تطلع ثم بدأ حديثه في غضب فقال أيها الإخوان إن اليوم الذي تهتف فيه دعوتنا لأشخاص لن يكون ولن يأتي أبداً إن دعوتنا إسلامية ربانية قامت على عقيدة التوحيد فلن نحيد عنها , أيها الإخوان لا تنسوا في غمرة الحماس الأصول التي أمنا بها وهتفنا بها (الرسول قدوتنا) وبهذا الموقف وضع الإمام البنا شباب الدعوة أمام صورة حية للمحافظة على جوهر الدعوة .

وأريك موقفاً أخر : في مدينة رشيد أقام الإخوان حفلاً بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج على صاحبها أفضل الصلاة والسلام حيين جاء أحد المتكلمين في الحفل وقد كان من المتحمسين لنشر دعوة الإخوان قام متحداً إلى الناس فقال : إن مثلنا الآن من فضيلة الأستاذ المرشد وهو يشير إليه كمثل رسول الله صلى الله علليه وسلم وبين أصحابه وما كاد المتحدث ينتهي من هذه العبارة حتى قفز الإمام الشهيد إلى المنصة ثم اتجه إلى الناس قائلاً أيها الإخوان معذرة إذا كان الأستاذ المتحدث قد خانه التعبير فأين نحن من تلاميذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نزل إلى مكانه .

وهل الاستشهاد بأقوال الأئمة والعلماء حتى ولو كثرت يعتبر تقديساً لأراءهم , إنما الإمام البنا رجل رزقه الله علماً وفهماً وجهاداً في سبيله وهو عند الإخوان بمنزلة القائد للجنود والعالم للتلاميذ فهل الاستعانة بما فتح الله عليه في أمور الدين والدعوة من فقه وفهم يكون تقديساً ! حاشا لله ..

الاثنين، أغسطس 18، 2008

يا سلام لو ده عندنا ... معلش بحلم والحلم من حقنا


أتسأل .. لماذا مصر تختلف عن بقية الدول .. هل لأنها هي أم الدنيا .. أو لأنها رمز للديمقراطية .. أو لأنها قانون الطوارئ ..
تساؤلي أتى عندما سمعت رئيس باكستان برويز مشرف يتنحى عن الحكم ويستقيل قبل أن يحاسبه البرلمان .. هذا شيء غير معتاد على أسماعنا .. نحن تعودنا على أنه عندما يستقيل رئيس تكون الاستقالة مقدمة من حانوتي المنطقة يفيد بأنه وضعه بيده في القبر .. في هذه الحالة يجتمع البرلمان ليبدي رأيه في الخليفة المنتظر الذي عين أساساً من قبل أن يتوفى رئيسنا .. ليقال كلمة واحدة .. موافقة .. أكيد .. أكيد .. موافقة .. ولماذا لا وكل مصلحتهم تصب في مواصلة هذا النظام المستبد المنتشر بالفساد والمحسوبية على حساب الغلابة والمساكين من أبناء هذا الشعب .. واللي على فكرة ليسوا بالقليل .. بل هم كثير .. ولا تحزن ..
فهل أصبح من الواجب علينا أن لا نعرف معنى كلمة انتهاء عهد الرئيس الحالي وابتداء عهد الرئيس القادم بدون وفاة .. أو تقدم سيادة رئيس مصر المحروسة باستقالته اليوم لأنه لا يستطيع القيام بمهامه بسبب مرضه .. أو خبر يصدر من الإذاعة المصرية يفيد باستقالة الرئيس قبل استجوابه في البرلمان منعاً للإحراج له ..
أو خبر وده طبعاً مستحيل .. إنه يعلن أنه أخطأ في حق هذا الشعب فقرر أن يعطف عليه ويتركه ليختار مصيره..
المسألة معقدة للغاية عندنا .. فأصحاب السلطة هم أصحاب المال .. هم أصحاب المصلحة .. فليس من السهل إتاحة الفرصة ليقع منهم أحد إلا الذي يرونه خرج عن طوعهم ..
أتمنى أن يأتي اليوم على مصر ونرى انتخابات خالية من البلطجة .. والإرهاب التي تمارسها الحكومة على هذا الشعب المغلوب على أمره .. انتخابات لا تنتهي بسجن الخصم بعد الانتخابات .. ولا تستخدم المحاكم العسكرية لكتم الأفواه ومحاربة الشرفاء ..
حقاً .. شعب مغلوب على أمره .. فهل من مصلح ينصره ..

أبو مصطفى

الأحد، أغسطس 10، 2008

النفس الأخير !!!





إن النفس الأخير بالنسبة للنفس البشرية عند الموت يمثل مرحلة هامة لها .. فإنها تسارع بكل ما أوتيت من قوة لأخذ هذا النفس ولكن إرادة الله هي الغالبة في كل الأمور .. فلو نظرنا إلى لحظات خروج الروح من جسد الإنسان فنجد المعاناة الكبيرة التي يعاني منها ومحاولته اليائسة من أخذ النفس الأخير ..

فهذا هو حال إخواننا في فلسطين هذه الأيام .. إنهم على وشك أخذ النفس الأخير .. ولكنه ليس نفس الموت بإذن الله , ولكنه نفس العبور من داخل هذا السجن الذي ومع كل أسف تشارك فيه مصر بكل ما أويت من قوة بأن تحاول قفل الغطاء لكي لا يتنفس الفلسطينيين من أخر مكان لهم يستطيعوا التنفس منه ..

مصر التي كانت مهداً للحضارات وصاحبة المواقف المشرفة في كثير من المواقف .. فشلت هذه المرة أن تثبت أنها أم العروبة .. فقررت أن تمنع هذا النفس عن هذا الشعب الذي ابتلى بهذا الاحتلال الخارجي والداخلي ومن أقرب الناس إليه ..

فمن هو المستفاد من هذا الوضع السيئ الذي نراه يومياً من مناشدات من أصحاب المرضى والدارسين في الخارج والعاملين الذين يريدون أن يدخلوا معبر رفح الحدودي , أليس هذا المعبر مصري فلسطيني ..

فأي خزي وأي عار هذا الموقف المؤلم من بلدي مصر تجاه هذا الشعب , لقد ضحينا في حربنا ضد إسرائيل لكي نستعيد سيادتنا وكرامتنا , أليست كرامتنا الآن تنتهك وسيادتنا على أرضنا ليس لها أساس من الصحة ..

إذاً فلتستعد مصر إلى مواجهة أصحاب النفس الأخير .. فلماذا نريد أن نقتلهم بإغلاق المنفذ الوحيد لهذا النفس وهم يستسلمون .. عندما حاولوا العبور من معبر رفح وتدفق الآلاف إلى مصر لأخذ احتياجاتهم .. ألم يتهموا بالتعدي على السيادة المصرية .. علماً بأنهم كانوا يريدون الحياة .. واتهموا بأن حماس تركت أفراداً داخل سيناء .. والتي رد عليها رئيس الوزارء اسماعيل هنية بأنه يتحدى أي واحد يثبت أن أي فلسطيني ممن دخلوا الحدود المصرية لم يعد إلى قطاع غزة .. وفعلاً لم يثبت حتى الآن وجود أي فلسطيني إلا الذين تم القبض عليهم من حركة حماس داخل الأراضي المصرية ..

إذاً فهذه نيتهم .. يريدون أن يعيشوا .. يريدون أن يتنفسوا .. يريدون أن يداووا مرضاهم .. أليس هذا من حقهم ..


من قريب تلقت "إسرائيل" وعود من مصر تفيد بأنها لن تفتح معبر رفح إلا بعد حل قضية الجندي الإسرائيلي لتضع مصر بهذا التصرف حركة حماس بين خيارين: إما الإفراج عن الجندي الأسير في أسرع وقت ممكن وهو ما يقلل من مساحة المناورة والضغط حتى ترحم شعبها من الحصار الخانق..أو تبقي على أسره ويبقى الحصار؛ لتتحول المشكلة بفضل الجهود المصرية غير الحميدة من مشكلة فلسطينية صهيونية إلى مشكلة فلسطينية داخلية فقط..لم نسمع أن مصر أغلقت المعبر حتى يتم تسليم قاتلي الفتاة المصرية على الحدود منذ شهور..بل لم نسمع صوت مصر حين قتل الكثير من جنودنا على الحدود برصاص الصهاينة..قد يطلق البعض على هذه التصرفات أوصافا مثل: التخبط في السياسات أو سوء التقدير أو غياب الاستراتيجيات أو ضياع وقصور الرؤية..
ولكن ...



إنها الخيانة في أبشع صورها..


بل قلة الأصل في أحقر أشكالها..


بل النذالة في أحط ألوانها..



حين أذكر كلمة مصر فإني أتحدث هنا عن النظام الحاكم فيها، وفرق بين مصر كمعنى كبير بأرضها وشعبها وتاريخها وثروتها ومكانتها وبين نظام حاكم أو حكومة تصدر منها هذه التصرفات المشئومة؛ وذلك حتى لا يستدعي البعض النعرات القومية ومواقف الدفاع والوطنية الزائفة وغيرها من الأمور التي يحلو للبعض ترديدها في مثل هذه المواقف..




إذاً .. فلتستعد حكومة مصر لمواجهة أصحاب النفس الأخير .. علماً بأني سأكون معهم .. لأن الساكت على الحق كالشيطان الأخرس . وهؤلاء مسلمين يتعرضون لإبادة من قبل الاحتلال وأعوانهم .. فواجبي أن أقف بجوار هؤلاء المرابطين .. فلننتظر المزيد ...




أخوكم / أبو مصطفى


تصدير 7300 قطعة جلد حمير للصين .. فأين ذهبت لحومها ؟!!


هذا الموضوع للذكرة حتى عندما أشتري أي من مأكولات اللحوم أتذكر هذه الصورة ..

فكرة : أمل الأمة - الخبر : من جريدة البديلهل سنسمع قريبا عن لحوم مدعمة من الحكومة للمواطنين بسعر رمزي للكيلو وتوزع على البطاقات التموينية أو في المجمعات الاستهلاكية ؟؟؟؟؟؟ فلنقرأ سويا هذا الخبر ونترك لأنفسنا العنان في التخيل وافقت الهيئة العامة للخدمات البيطرية، التابعة لوزارة الزراعة، علي تصدير 7 آلاف و300 قطعة جلد حمار خلال 3 أشهر، ووافقت الهيئة علي تصدير 4600 قطعة جلد حمار أخري في أقل من شهر. وقال خطاب موجه من رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري والفحوص إلي مدير عام الإدارة العامة للحجر البيطري: «نحيطكم علماً بأنه قد صدرت الموافقات لتصدير جلد حمير من شركة «الحجاز» إلي الصين».وكشف الخطاب عن تصدير 7300 قطعة جلد حمار خلال 3 أشهر، ففي 6 مارس 2008 وافقت الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة علي تصدير 2300 قطعة جلد حمير، وفي 1 أبريل الماضي وافقت الهيئة علي تصدير 2300 قطعة جلد حمار أخري، وأكد الخطاب أن الهيئة أصدرت موافقة ثالثة رقم 484 لنفس الشركة في 21 يناير 2008 لتصدير 2700 قطعة جلد حمار.من جانبه قال الدكتور حامد سماحة، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية «لا أعرف أين تذهب لحوم هذه الحمير المذبوحة لكنني لا أستطيع إيقاف التصدير لأنه يدخل عملة صعبة للبلد».وأشار إلي أن هذه الحمير لا تذبح تحت إشراف الخدمات البيطرية.من ناحية أخري قال الدكتور سامي البساطي، رئيس الجمعية المصرية لعلم الحيوان، إن هذه الكميات المصدرة تثير الشك، فكيف تتم الموافقة علي تصدير أكثر من 4 آلاف قطعة جلد حمير في أقل من شهر وأين تذهب لحوم الحمير المذبوحة، فحديقة الحيوان هي الجهة الوحيدة المسموح لها بذبح الحمير والحديقة لا تذبح أكثر من 10 حمير يومياً، وبالتالي فالمعدل الشهري يقدر بـ 300 قطعة جلد حمير فقط.وتساءل د. سامي: كيف يعطي رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية موافقات دون أن يعلم بأماكن ذبح هذه الحمير؟

السبت، أغسطس 09، 2008

الافتتاحية

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. وبعد
أحبتي أخواتي وإخواني زوار مدونتي طريق النور .. إنه لمن دواعي سروري أن أبدأ أول رسائلي على هذه المدونة بكلمة ترحيبية لكم , حيث أنكم أنتم من تدعموني في الاستمرار بالنهوض بمستوى التدوين , فانتم الزاد الذي يدفعني إلى الأمام دائماً , أرائكم وردودكم هي التي أمشي على نورها ..
فأهلاً وسهلاً بكم في طريق النور هذا المسمى الذي نسأل الله تعالى أن يثبتنا على طريق الحق طريق النور والهداية .. اللهم أمين ..
أخوكم / أبو مصطفى