الأحد، أغسطس 10، 2008

النفس الأخير !!!





إن النفس الأخير بالنسبة للنفس البشرية عند الموت يمثل مرحلة هامة لها .. فإنها تسارع بكل ما أوتيت من قوة لأخذ هذا النفس ولكن إرادة الله هي الغالبة في كل الأمور .. فلو نظرنا إلى لحظات خروج الروح من جسد الإنسان فنجد المعاناة الكبيرة التي يعاني منها ومحاولته اليائسة من أخذ النفس الأخير ..

فهذا هو حال إخواننا في فلسطين هذه الأيام .. إنهم على وشك أخذ النفس الأخير .. ولكنه ليس نفس الموت بإذن الله , ولكنه نفس العبور من داخل هذا السجن الذي ومع كل أسف تشارك فيه مصر بكل ما أويت من قوة بأن تحاول قفل الغطاء لكي لا يتنفس الفلسطينيين من أخر مكان لهم يستطيعوا التنفس منه ..

مصر التي كانت مهداً للحضارات وصاحبة المواقف المشرفة في كثير من المواقف .. فشلت هذه المرة أن تثبت أنها أم العروبة .. فقررت أن تمنع هذا النفس عن هذا الشعب الذي ابتلى بهذا الاحتلال الخارجي والداخلي ومن أقرب الناس إليه ..

فمن هو المستفاد من هذا الوضع السيئ الذي نراه يومياً من مناشدات من أصحاب المرضى والدارسين في الخارج والعاملين الذين يريدون أن يدخلوا معبر رفح الحدودي , أليس هذا المعبر مصري فلسطيني ..

فأي خزي وأي عار هذا الموقف المؤلم من بلدي مصر تجاه هذا الشعب , لقد ضحينا في حربنا ضد إسرائيل لكي نستعيد سيادتنا وكرامتنا , أليست كرامتنا الآن تنتهك وسيادتنا على أرضنا ليس لها أساس من الصحة ..

إذاً فلتستعد مصر إلى مواجهة أصحاب النفس الأخير .. فلماذا نريد أن نقتلهم بإغلاق المنفذ الوحيد لهذا النفس وهم يستسلمون .. عندما حاولوا العبور من معبر رفح وتدفق الآلاف إلى مصر لأخذ احتياجاتهم .. ألم يتهموا بالتعدي على السيادة المصرية .. علماً بأنهم كانوا يريدون الحياة .. واتهموا بأن حماس تركت أفراداً داخل سيناء .. والتي رد عليها رئيس الوزارء اسماعيل هنية بأنه يتحدى أي واحد يثبت أن أي فلسطيني ممن دخلوا الحدود المصرية لم يعد إلى قطاع غزة .. وفعلاً لم يثبت حتى الآن وجود أي فلسطيني إلا الذين تم القبض عليهم من حركة حماس داخل الأراضي المصرية ..

إذاً فهذه نيتهم .. يريدون أن يعيشوا .. يريدون أن يتنفسوا .. يريدون أن يداووا مرضاهم .. أليس هذا من حقهم ..


من قريب تلقت "إسرائيل" وعود من مصر تفيد بأنها لن تفتح معبر رفح إلا بعد حل قضية الجندي الإسرائيلي لتضع مصر بهذا التصرف حركة حماس بين خيارين: إما الإفراج عن الجندي الأسير في أسرع وقت ممكن وهو ما يقلل من مساحة المناورة والضغط حتى ترحم شعبها من الحصار الخانق..أو تبقي على أسره ويبقى الحصار؛ لتتحول المشكلة بفضل الجهود المصرية غير الحميدة من مشكلة فلسطينية صهيونية إلى مشكلة فلسطينية داخلية فقط..لم نسمع أن مصر أغلقت المعبر حتى يتم تسليم قاتلي الفتاة المصرية على الحدود منذ شهور..بل لم نسمع صوت مصر حين قتل الكثير من جنودنا على الحدود برصاص الصهاينة..قد يطلق البعض على هذه التصرفات أوصافا مثل: التخبط في السياسات أو سوء التقدير أو غياب الاستراتيجيات أو ضياع وقصور الرؤية..
ولكن ...



إنها الخيانة في أبشع صورها..


بل قلة الأصل في أحقر أشكالها..


بل النذالة في أحط ألوانها..



حين أذكر كلمة مصر فإني أتحدث هنا عن النظام الحاكم فيها، وفرق بين مصر كمعنى كبير بأرضها وشعبها وتاريخها وثروتها ومكانتها وبين نظام حاكم أو حكومة تصدر منها هذه التصرفات المشئومة؛ وذلك حتى لا يستدعي البعض النعرات القومية ومواقف الدفاع والوطنية الزائفة وغيرها من الأمور التي يحلو للبعض ترديدها في مثل هذه المواقف..




إذاً .. فلتستعد حكومة مصر لمواجهة أصحاب النفس الأخير .. علماً بأني سأكون معهم .. لأن الساكت على الحق كالشيطان الأخرس . وهؤلاء مسلمين يتعرضون لإبادة من قبل الاحتلال وأعوانهم .. فواجبي أن أقف بجوار هؤلاء المرابطين .. فلننتظر المزيد ...




أخوكم / أبو مصطفى


ليست هناك تعليقات: