السبت، أغسطس 30، 2008

رد على شبهة .. الإخوان والعمل بالسياسة



أولاً : يجب أن نعلم أن : الإسلام دين شامل ينظم شئون الحياة والآخرة فهو دين ودولة والإسلام لا يعرف التبعيض ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب ) وهكذا فنجد في كتاب الله الآيات الاقتصادية والآيات الاجتماعية والعلمية والحكم بما أنزل الله والعلاقات الدولية أي يشمل أمر الحياة والآخرة أي نظام الإسلام شامل وبالتالي يوجد في الإسلام نظام للسياسة والحكم وللأسف الشديد فالبعض يعتبر السياسة خارج نظام الإسلام ولا يجب أن نقترب منها ويردد قول العلمانيين من حيث لا يدري ( لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ) وإذا نظرنا لوجدنا هذا الكلام لا أساس له من دعاوى إلا فمن ينكر حاكمية الرسول والخلفاء للأمة المسلمة ومن ينكر كتب الفقهاء عن السياسة الشرعية يقول الإمام ابن تيمية ( يجب أن يعرف أن ولاية الناس من أعظم واجبات الدين لا قيام للدين إلا بها ) وهذا حق دلت عليه الآيات والأحاديث :
1 - آيات الحكم بما أنزل الله وآيات لزوم طاعة الحاكم الذي يحكم بما أنزل الله وآيات الشورى .
2 - ومن السنة ( من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلية ) . رواه مسلم .
والحديث ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم , ومن لم يصبح ناصحاً لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فليس منهم ) وفي حديث آخر ( لتنقضي عرى الإسلام عروة عروة وأولها نقضاً الحكم وآخرها الصلاة ) .
3 - من السنة الفعلية أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقام دولة إسلامية في المدينة وعهد المعاهدات ونظم الأسواق وقام بإعلان الحرب والجهاد .
4 - الإجماع فقد أقل الفقهاء ( نصب الخليفة واجب بالإجماع) ولهذا أخر الصحابة (رضوان الله عليهم ) دفن الرسول , حتى يتم اختيار الخليفة لأهمية الحاكم المسلم وقد أوجب الإسلام التأمير في ثلاث فما أكثر .
5 - أن كثيراً من أحكام السريعة يحتاج تنفيذها إلى قوة وسلطان مثل أحكام الجهاد وإقامة الحدود والعقوبات وإقامة العدل وخلافه ويشير ابن تيمية إلى ذلك ( ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصرة المظلوم , وإقامة الحدود لا تتم بالقوة والإمارة ) وقد جاء القول الفصل في الأثر ( إن الله ليزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن) وعلى هذا أخي الحبيب فالسياسة من صلب الإسلام الشامل الذي هو منهج كامل للحياة بما وضع من مبادئ وما أصل من قواعد وما سن من تشريعات وما بين توجهات تتصل بحياة الفرد وشئون الأسرة وأوضاع المجتمع وأسس الدولة فالإسلام له قواعده وأحكامه وتوجيهاته في سياسة التعليم وسياسة الإعلام وسياسة التشريع وسياسة الحكم وسياسة المال وسياسة السلم وسياسة الحرب وبالجملة كل ما يؤثر في الحياة , والإسلام لا يقبل أن تنقسم الحياة بين الله وبين سيد آخر يقاسمه التشريع ولا يرضى بمقولة (أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) بل إن قيصر وما له لله الواحد الأحد وكذلك كل من في السموات ومن في الأرض بل أن شخصية المسلم كما كونها الإسلام ووضعتها عقيدته وشريعته لا يمكن إلا أن تكون سياسة وفق السياسة المنضبطة بالشرع فالإسلام يضع في عنق كل مسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنازلة الفساد في الداخل قبل منازلة العدو في الخارج وأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر والإسلام يفرض على المسلم رفض الظلم وينكره بشدة على الذين يقبلون الظلم والمسلم بمقتضى إيمانه مطالب بمحاربة المنكر سواء كان سياسياً أو اقتصادياً , ولربما الإنسان - في قلب صلاته - يخوض في بحر السياسة وهو يقرأ الآيات ففي سورة المائدة عن الحكم بما أنزل الله أو عن الموالاة في سورة النساء وغيرها وقد نقل الإمام ابن القيم عن السياسة ( أن السياسة هي الفعل الذي يكون الناس معه أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد ما دامت لا تخالف الشرع , كما يقول ( إن السياسة العادلة لا تكون مخالفة لما نطق به الشرع بل هي موافقة لما جاء به بل هي جزء من أجزائه ونحن نسميها سياسة تبعاً لمصطلحاتهم وإنما هي عدل الله ورسوله ) .
ويقول الإمام الغزالي ( إن الدنيا مزرعة للآخرة ولا يتم الدين إلا بالدنيا والملك والدين توأمان فالدين أصل والسلطان حارس وما لا أصل له فمهدوم وما لا حارس له فضائع ) .
هكذا أخي الحبيب :

نصل الآن إلى أن السياسة الشرعية المنضبطة بالشرع هي من روح الإسلام . وما يروجون به في فهم الناس من أن العبادة في المساجد فقط ولا دخل للدين بالسياسة والأمور الدنيوية حتى أقتنع بعض الناس بهذه المفاهيم الخاطئة فإن لم يكن الدين أساس حياتنا في كل شيء .. إذا فما هو الأساس ..

ليست هناك تعليقات: